الرئيسية
إن المتأمل للثورات العربية
والعالمية القديمة والمعاصرة
وما حققته تلك الثورات بنوعيها
السلمية والمسلحة من انتصارات
ونتائجها على المجتمعات الثائرة سيجد
الفرق كبير جدا بين ثورة الورود وثورة البارود
وما حققته من أهداف حددتها منذُ انطلاقها.
فثورة البارود المسلحة بالنار والحديد والسلاح
المجيد قد تنتصر على الظلم لكنها سرعان ما تتعثر
أمام المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
الداخلية والخارجية والسبب الرئيسي يكمن في
الوسيلة التي تعاملت بها في الانتصار على
الظلم والتي ترى فيها النجاح هي السلاح
فكلما واجهتا عقبة أو مشكلة رفعت
سلاحها للذود عن الحقوق وتصحيح
مسار الثورة كلما حاولت الميول
لاتجاهات أخرى.
الكارثة التي تصيب نتائج الثور المسلحة إصابات
قاتلة هي إن هذه الوسيلة لا يجيدها ذوي الكفاءات
العلمية ولا يملكها المفكرون والعقلاء من سياسيين واقتصاديين
لان سلاحهم العلم والمعرفة أما الذي يجيد السلاح يمكن ان يكون من الأميين
الجاهلون بكل ما حولهم إلا السلاح والضرب بالمليان. فيصعد من بينهم
للقيادات العليا في الدولة الوليدة وعندما تواجهه مشاكل اقتصادية
يحاول ان يبحث لها عن حلول فلا يجد أي قالب في عقله يصمم
عليها الحلول سوى الذخيرة- الرشاش- القنبلة- البارود.
وعندما يفشل يحاول ان يغطي فشلة بمشاكل
يفهمها ويبرز من خلالها وهي خلق أزمات
عسكرية لا نهاية لها ولا تنعدم والأمثلة
على هذا الواقع كثيرة, فعلي عبد الله
يقال انه كان يبيع سماد بلدي في بلاد
الروس بسنحان على حمار بالإيجار وكانت
نتيجة حكمه المكر والخدع والرقص على رؤوس
الثعابين وإشعال الحروب التي يجيدها ويبرز من
خلالها مهاراته التي يمتلكها.
وليس ببعيد عنا قيادات الجنوب
الثورية السابقين فعلي عنتر
رحمه الله وطيب الله ثراه كان دائما
ما يخطب على الثورة وأحداثها وكيف
كان يأكل دوم تحت العلوب وا ذكر يوما انه
خطب بنا في يهر على الامبرياليين المغتربين
عملاء السعودية وأمريكا فقال " عندما يعودوا سنقب
ض عليهم وسنضع بقحرهم " أصانكم الله " دنميت تي
ان تي ونفجره " قال هذا الكلام وانأ في الخامسة
عشر من العمر تقريبا وحفظت هذه الجملة
من خلال محاولتي لتصور بشاعة الانفجار
ولم أحفظها كزلة سياسي" ,.فكان
هذا ديدنهم لان عقولهم خاوية من
أي رؤى تنموية للشعب غير اقتله
احبسه "لان كل انا بالذي فيه ينضح".
فماذا جنينا غير فقدان الأحبة من الكوادر
الوطنية المخلصة وماذا جنت ثورة المليون
شهيد في الجزائر وثورة ليبيا بقيادة ألقذافي .
خلاصة الثورات المسلحة تحتاج الى حروب
أهلية وانقلابات عسكرية لتصحيح
مسار الثورة وتستمر الحكاية
والذي أتى به السلاح
لا يخرج إلا بالسلاح.
أما ثورة الورود السلمية
فتحقق نتائجها بكفاءة ونسبة
اكبر من الثورة المسلحة فلو نظرنا
الى الفترة التي قامت بها ثوراتنا العربية
المسلحة كانت هناك ثورات سلمية على نفس
المستعمر, ففي جنوب شرق أسيا كانت ماليزيا
مستعمرة من بريطانيا لكنهم اخرجوا بريطانيا بالطرق
السلمية التي أدت إلى الاستقلال غير انه ليس كاستقلالنا .
ثورة الورود التي برز فيها أصحاب العقول الذي قادوا دولتهم إلى
العليا حتى أصبحت ماليزيا من اكبر اقتصاديات جنوب
شرق أسيا وما كان يعرف بالنمور الأسيوية
والى اليوم لا تزال قبلة المتعلمين من
ابنا العرب والمسلمين.
انظر الى الهند وثورة غاندي
السلمية كيف حررت الهند حتى
أصبحت الهند اليوم دولة عظمى
لها قيمتها وكلمتها بين الأمم
الثورة المصرية اليوم عندما كانت
وسيلتها المظاهرات السلمية للمطالب
ة بالتغيير استمرت الوسيلة إلى ما بعد انتصار
الثورة فكلما أراد الثوار أمر ما أو إصلاحات يستخدموا
نفس الوسيلة التي استخدموها للإطاحة بالنظام دون
ان يزيحوا شجرة او يحرقوا ورقة .
فلو افترضنا ان الثورة المصرية
قامت بالسلاح والنار هل سيكون
القتلى اقل من ما حصل بالطريقة السلمية؟
في رأيي سيكون القتلى بعشرات الآلف
. ثم كيف كانوا سيعالجون الخلافات هل
سيخرجون إلى الشارع سلميا ام
سيحملون السلاح على المخالف ؟
فبالوسيلة السلمية
"ثورة الورود"
تبنى دولة العدالة والأمن والأمان والحرية والسلام.
ودمتم
محمد الريشي
3مايو 2011م
العاصمة عدن
